قحت تسابِق لجان المقاومة للفوز بقيادة الحراك الثوري!

 

عثمان محمد حسن
* إن عدم اتفاق قوى الثورة جراء السباق النَهِم من طرف قحت وكيانات أخرى لقيادة فعاليات الثورة أدى إلى منع وصول الثوار إلى صيغة مثلى لإسقاط الانقلاب، وأعطى قوى الثورة المضادة وقوداً للتطاول على الثورة ساعيةً لكسر شوكتها بمتنوع الأساليب، دفعاً لمخططات بني كوز، عبر البرهان المتعطش للسلطة والتسلط..
* زعم الأستاذ إبراهيم الشيخ أن قوى الحرية والتغيير  كيان ذو الوزن السياسي والجماهيري الأكبر؛ ولا أحد يشكك في الوزن السياسي الأكبر لقحت، وهو وزن من ذاك النوع الذي قال فيه الشاعر كثير:-  “خَشاشُ الطَّيرِ أكثرُها فِراخًا، وأمُّ الصقرِ مقلاةٌ نَزورُ!”..
* أما زعم الأستاذ إبراهيم الشيخ امتلاك قحت الوزن الجماهيري الأكبر، فزعم فيه افتراء على مكانة لجان المقاومة، إذ لا كيان سياسي أو مدني ينازع لجان المقاومة في كِبَر جماهيريتها، فهي قائدة الجماهير بلا منازع، وجميع قوى الثورة، بما فيها قحت، تنصاع لجداول حراكها في المواكب والاعتصامات .. ولا مجال لانتزاع قحت تلك المنزلة الجماهيرية العاتية التي تحوزها اللجان
..
* لكن المشاهََد أن قحت تكدح كدحاً غير مجدٍ لاحتواء لجان المقاومة والانقضاض على خط سيرها عند كل منعطف تاريخي ..
* قبل أسابيع قليلة، أعلنت لجان المقاومة عن ما أسمته (آلية وحدة قوى الثورة)، بهدف تكوين مجلس ثوري لقيادة الفعل الجماهيري والسياسي لتصفية الانقلاب العسكري تماماً، ومن ثم العمل على تشكيل الحكومة المدنية المرتجاة لقيادة الفترة الانتقالية .. وطالبت الآلية جميع القوى للتسامي فوق أيديولوجياتها وتاريخها للاندماج في قيادة موحدة..
* عقب إعلان (آلية وحدة قوى الثورة) عن دعوتها تلك إنبرت قحت تدعو (بصورة فورية) لتكوين مركز تنسيقي ميداني وإعلامي موحد لا يناقض ما نادت به (آلية وحدة قوى الثورة)! .
* هذا، وفي يوم 8 يوليو الجاري نشرت صحيفة الراكوبة ما يفيد بأن 14 شخصية سودانية مستقلة أعلنت عن تقديمها مبادرة لجميع قوى الثورة، داعية لتشكيل مجلس ثوري موحد لإسقاط الانقلاب واستلام السلطة تحت مسمى (تجميع قوى الثورة)، وأن عدداً من الأحزاب والقوى الثورية أبدت موافقة مبدئية على فكرة تشكيل مجلس ثوري من 100 مقعد؛ 50 من لجان المقاومة أو من ترشحه، و20 مقعداً من الأحزاب السياسية، و20 من النقابات و10 من أسر الشهداء ..
* لم ترُق المبادرة لقحت فانبرت تعلن عن مشروعها (إياه!) لتأسيس وحدة عمل ثوري ومركز تنسيقي موحد من اجسام نقابية وحرفية ومهنيين واسر شهداء ولجان مقاومة، ومؤسسات مجتمع مدني، من ضمنها الحرية والتغيير.
* هكذا هو حال قحت كلما قدمت لجان المقاومة مقترحاً للوحدة أو تقدمت جماعة غير مستقلة بمقترح يضع لجان المقاومة في مقدمة العمل الثوري، شعِرت قحت بانفلات القيادة من بين يديها، وسارعت بتقديم مقترح آخر يضرب مقترح اللجان، رغم تماثُل المقترحين في الاتجاه ..
* لكن التشابه بين المقترحين تشابه شكلي فقط، حيث أن المتأمل للمقترحين، بهدوء، سوف يرى أن الفرق شاسع بين رؤية اللجان للوحدة الثورية وبين رؤية قحت المهمومة طوال الوقت باحتواء اللجان وتسلم قيادة الثورة منها ..
* وما أشبه شكل الرؤى في هذا التشكيل بشكل الرؤى في ذاك التشكيل، وما اشسع الفرق في المضمون بين الرؤيتين! .
* تكمن مشكلة الثورة مع قحت في ان قحت تضم بعض العناصر التي  تعتبر الانتهازية جزءاً أساسياً في العمل السياسي .. فتتصدر تلك العناصر الوسائط مرسلةً أحاديث أو مقالات ثورية نارية يصفق لها المصابون ب(متلازمة استوكهولم)، ولا يدري المصابون بتلك المتلازمة  أن من يصفقون لهم ويلهجون بأسمائهم  أشخاص أوتادهم مضروبة في زريبة محمد بن زايد بأبوظبي .. وأن قيادتهم لفعاليات الثورة، ثم لحكم الدولة، أمر مطلوب أماراتياً! .
* ولا حول ولا قوة إلا بالله..
* أيها الناس، رغم الزعزعة التي تحدثها قحت إلا أنه لا يحق لكائن من كان أن يبخس قحت أشياءها المتمثلة في صلابة أعضاء لجنة إزالة التمكين، تلك اللجنة التي  يُعوَّل عليها كثيراً لاسترداد الأموال المنهوبة وتنظيف الخدمة العامة من حُماة الفساد والإفساد .. وتطهير السودان من الفيروسات التي غرسها بنو كوز في جسده العملاق ..
* وسوف تظل لجنة التفكيك هي الحسنة الوحيدة التي يمكن أن يعتد بها المنتسبون للثورة المجيدة، بمن فيهم أعضاء لجان المقاومة، دون أدنى تردد ..
Comments (0)
Add Comment