محمد عبد الماجد يكتب: يونيو بين (المجزرة) و(الملحمة)

(1)

       سر ثورة ديسمبر المجيدة وسحرها يتمثل في قدرتها على اعادة شبابها وشوارعها وحيويتها في كل تاريخ ارتبط بذكرى من ذكريات الثورة المجيدة.

       في كل شهور العام هناك ايام خالدات في تاريخ ثورة ديسمبر المجيدة له القدرة على اعادة (الذكرى) بصورة قد تكون اكبر من الحدث الاول نفسه.

       سحر ثورة ديسمبر المجيدة ارتبط بصورة تلقائية بالأيام الخوالد في الثورات الشعبية الاخرى.

       هناك ارتباط تاريخي بين ثورة ابريل ويوم 6 ابريل الذي سقط فيه نظام مايو ويوم 6 ابريل الذي بدأ فيه الاعتصام في محيط القيادة العامة، حيث سقط نظام البشير من ذلك التاريخ الذي سقط فيه نميري.

       كذلك حمل تاريخ ثورة اكتوبر المجيدة التى كانت في 21 اكتوبر قدرة هائلة على تحريك الاحداث في ثورة ديسمبر.

       هذه الثورة يكمن سرها في تواريخها.. وهذا امر يؤكد الوفاء والإخلاص ويثبت النظام الذي تعمل به هذه الثورة التى استطاعت ان تقوم بحوسبة ذكرياتها على مدى ايام العام.

       اضف لهذه الايام التى ارتبطت بأيام وبأحداث وذكريات في ثورات اخر، يوم 3 يونيو التاريخ الذي حدثت فيه (مجزرة) فض الاعتصام، اليوم (الاسوأ) في تاريخ السودان المعاصر ويوم 30 يونيو، اليوم (الاجمل) في تاريخ ثورة ديسمبر المجيدة وهو التاريخ الذي حدثت فيه (ملحمة) الشعب السوداني عندما فرض في ذلك اليوم قراره واجبر المجلس العسكري على السلطة المدنية التى انقلبوا عليها في 25 اكتوبر.

(2)

       ايام قليلة تفصلنا عن شهر يونيو وهو الشهر الذي حدث فيه انقلاب البشير (30 يونيو) وحدثت فيه المجزرة (3 يونيو) وجاء الشعب السوداني وأكد فيه تمسكه بالمدنية ورفضه لكل اشكال القمع في مواكب تاريخية لم تشهد البلاد لها مثيل في (30 يونيو).

       ذكرى مجزرة فض الاعتصام تبقى لها ايام قليلة.. في الذكرى القادمة نريد ان نؤكد تماسكنا وإخلاصنا وسيرنا على نفس الدرب الذي قدم فيه شهداء ذلك اليوم ارواحهم وأنفسهم عندما غدر بهم المجلس العسكري في اخر ليالي شهر رمضان المبارك.

       تلك المجزرة التى ظنوا انهم قادرون بها ان يفضوا سيرة الثورة وينتهوا منها كانت بمثابة العودة الاقوى للثورة لينفض المجلس العسكري في 30 يونيو بعد ان فض اعتصام القيادة في 3 يونيو وليجتمع الشعب السوداني على هدف واحد (حرية ..سلام ..وعدالة).

       في ذكرى 3 يونيو يجب ان نؤكد اننا لن ننسى وان طالت مشاهدات لجنة التحقيق في اعتصام القيادة واستمرت حتى هذا التاريخ.

       لن نغفر وان طال امد الوصول للقصاص، لقد شاهدت لجنة التحقيق اكثر من (30000) مقطع فيديو للمجزرة ولم تصل لشيء.

       في 3 يونيو فقدنا في المجزرة عباس فرح وعبدالسلام كشة وغيرهم من شهداء المجزرة ليفقد أي بيت سوداني في ذلك اليوم (شهيداً) ممثلاً في كشة او فرح او غيرهم من شهداء المجزرة.

       كل البلد كانت (كشة) .. كلها كانت (فرح) رغم ان الحزن غطى على كل ربوع السودان ولم يترك قلباً لم يغرقه بالأسى والشجن الكبير.

       في يونيو كان (الضيق) في 3 يونيو وكان (الفرج) في 30 يونيو.

(3)

       ننتظر ان تعود الثورة اقوى في يونيو وان تحقق اهدافها وانتصارها في هذا الشهر الذي يصادف التوقيت الذي يضغط فيه المجتمع الدولي على حكومة الانقلاب وهو الشهر الذي سوف يتوقف فيه الدعم الخارجي لتنكشف عورات هذه الحكومة اكثر.

       ان لم يتحقق الانتصار في 3 يونيو سوف يتحقق بإذن الله في 30 يونيو – هذه الثورة منتصرة بإذن الله.

       رطل اللبن وكيلو الطماطم لوحدهما قادران على اسقاط هذه الحكومة .. لا تستيئسوا .. النصر قريب ان شاءالله.

       رتبوا شوارعكم ونظموا مواكبكم فقد لاحت بشائر النصر في الافق القريب.

(4)

       بغم /

       حميدتي تبرع للمنتخب السوداني لكرة القدم.

       حميدتي يتبرع بسيارات لوزارة المالية!!

       حميدتي يتبرع بمصل العقارب لأهالي المناصير.

       حميدتي يصين استاد المريخ.

       لو لم ننفك من هذه الوضعية التى يصرف فيها حميدتي على السودان من ثروات وأموال البلاد كما يصرف من جيبه على بيته فلن يتحقق الاستقرار.

       لا يعقل ان تدار دولة من (جيب) حميدتي.

       9 طويلة يمكن ان تظهر في ذلك الشكل الرسمي الذي تقوم فيه بالتبرع والصرف على السودان.

       9 طويلة لا تأخذ فقط – 9 طويلة تعطي ايضاً .. من اجل ان تأخذ لاحقاً اكثر.

       وكل الطرق تؤدي الى المدنية.

 

Comments (0)
Add Comment