د. مرتضى الغالي
من العسير أن تتحدث عن (مهزلة داخل مهزلة) أو أضحوكة سوداء داخل ملهاة سقيمة.. أو عن طرد المدنيين الخمسة في المجلس الانقلابي وبركلة من بوت الانقلاب بعد أن ارتضوا السير في ركاب الانقلاب الذي دهس المدنية والحرية، وأداروا ظهرهم للشعب وسكتوا عن دماء الشباب الأبرياء..وهم يشقون بسياراتهم ذات البيارق المهترئة التي ترفرف في المقدمة ويجلسون خلف السائق صاحب الزي الرصين وخلفهم الحرس والسيارات المصاحبة مع التوصية بالسير بعيداً عن غبار المواكب الهادرة..لقد كانوا يتسلمون المخصّصات من ميزانية القصر على حساب لبن الأطفال وإجلاس تلاميذ الوطن الذين لا يجدون الماء في أزيار المدارس المتهالكة ذات القعور التي تشكو من جفاف الطحلب..!
مستحيل أن يشعر أي سوداني بالشماتة تجاه هؤلاء الخمسة.. فالشماتة مع أنها (مشاعر سالبة) فهي ترتبط بالأحداث الكبرى…أما هؤلاء المطرودين الخمسة فلا تملك لهم غير مشاعر الرثاء والشفقة…فالشماتة عند من يبتلون بها هي من باب التنفيس الذي يدّخره المغبونون للظالمين العتاة..وليس لعديمي الحيلة للذين تسوقهم الانقلابات فينساقون وهم لا يدركون معنى الإباء والعزّة ولا معنى الوطن والوطنية أو معنى كرامة الشعب و(غلاوة الحرية)..!
أيها السادة في مجلس سيادة الانقلاب الذين جلسوا في المقاعد ولم نسمع منهم كلمة واحدة حول ما يجري ..! ومبروك عليكم هذه الركلة..فهي نهاية متوقعة لكل من يساير الغول ويرقص مع الذئاب..! فهل كنتم تنتظرون غير هذه الركلة وممن..؟! من الانقلابيين…!! بالله عليكم ماذا يفعل الشخص عندما لا يكون مقبولاً حتى من الانقلابيين..! هذه من الحالات التي يقال فيها أن على فلان أن يضرب رأسه بالحائط..!! ولكن أليس من حق الانقلاب أن يستغنى عنكم كما قام بتوظيفكم..؟! لقد كان هؤلاء المساكين الخمسة يظنون أنفسهم وكأنهم (الدول الخمس) دائمة العضوية في مجلس الأمن…!
ولكن البرهان أبقي على عضوية مجلس الانقلاب (مالك عقار والهادي إدريس والطاهر حجر) مما يعنى عمق ارتباطهم بالانقلاب..!! وللذكرى فإنه خلال عضوية الخمسة المرفودين والثلاثة الباقين جرت كل أعمال وجرائم القتل والقنص والسحل والدهس والاختطاف وفقء العيون والتعذيب والاعتقالات الجزافية وتمكين الفلول وإعادة المسروقات والمنهوبات للصوص وطرد الناس من وظائفهم وانتهاك حرمة البيوت واستباحة الدولة وسرقة الوارد العامة وتعليق دولاب العدالة ..!
أنت لا تأسى على (أربعة) من هؤلاء الخمسة المدنيين..! فهؤلاء الأربعة (من المعاذير)..! أما بحكم أنهم من الذين لا يحلمون بالحصول على منصب عام إلا في (الأحوال غير الطبيعية) مثل الانقلابات..وأما أنهم من الإنقاذيين الذين يظنون أنهم يخدعون الناس بإخفاء انتمائهم..أو أنهم من أصحاب (البزنس غير البريء) الذين تربطهم المياه الجوفية بلصوص الإنقاذ..أو أنهم من المتطلعين بغير تأهيل للخروج على سطح الحياة العامة من أضيق أبواب الانتهازية..! كل هؤلاء لا يأسى الشخص عليهم ولكن المصيبة في (السيدة رجاء نيكولا) التي أتت بها الثورة من (كرسي القماش) وجعلت منها رمزاً للثورة فرفضت هذا الشرف..وسارت في معية الانقلاب وشاءت أن تخون عهد الثورة..! ونحن نشهد أنها صمتت عن دماء الشباب وظلت في رفقة الانقلاب إلى أن تم هذا الركل (داخل خط المرمى) مما يضاعف العقوبة كما يقول الراسخون في كرة القدم..! أما بنت عبد الجبار المبارك حليفة الإنقاذ فقد أثارت قدراً غير قليل من السخرية إذا صح ما ورد في الأسافير بأنها قالت بعد (ركلة الانقلاب) إنها كانت إلى جانب شباب الثورة..!! وكلنا يذكر عندما كان الشباب يدهسون بالتاتشرات والمجنزرات ويقتلون برصاص القنص أنها قالت في (تصريح نادر) إن المتظاهرين يمثلون فقط جانباً من الشعب..!! ودونك ما نقلته شبكة التواصل الاجتماعي..أما السيد أبو القاسم برطم فإنه سيعود من القصر إلى (البيت الأبيض) الذي بناه الجاك في (كافوري كاونتي) شرق الخرطوم..! وعدا بنت عبد الجبار وبرطم والسيدة نيكولا ذكر قرار الركل (عبد الباقي عبد القادر ويوسف جاد كريم)….ولم يعرّفنا الانقلاب بهذين الشخصين ..يا ترى ما صفتهما…؟!