محمد احمد الكباشي يكنب: قمة السقوط.. ثم ماذا بعد هذا ؟

قطع شك

لنبدا مقالنا هذا بما قاله امير الشعراء احمد شوقي في حق المعلم وذلك للمكانة التي يتمتع بها بين المجتمع ( قُم للمعلم ووفه التبجيلا كاد المعلم أن يكونَ رسولا). لوقت قريب كان المعلم يحظى بمكانة مرموقة في المجتمع، وكان الطلاب يرفعون له القبعات احتراماً وإجلالاً، وحينما يصادف الطالب معلمه في مناسبة اجتماعية كانت الرهبة تسيطر عليه لهيبته بل كنا نفارق له الطريق حين نراه يسير مقبلا لكن اليوم فقد كاد المعلم أن يفقد هيبته أمام الطلاب، فالمسافة التي كانت بينه وبين الطالب تم تجاوزها، واصبح بإمكان الأخير أن يقوم بسلوك سيئ أمام معلمه دون أن يطرف له جفن والاخطر ان يصل الامر الي الاعتداء عليه وداخل حرم مدرسة وهنا نسرد تفاصيل حادثة خطيرة يجب الا تمر مرور الكرام وقعت احداثها مع نهاية اخر جلسة لامتحان مرحلة الاساس يوم الاثنين الماضي كان مسرحها مدارس النفيدي بالحاج يوسف منطقة الشقلة ابطالها وللاسف مجموعة من الجالسين ولا نقول جميعهم للامتحان ومن بينهم مندسين وغير مستبعد ان يكون هناك تنسيق مسبق فيما بينهم والدليل علي ذلك حضورهم لحظة انتهاء الجلسة لتنفيذ مخططهم الاثم والذي لا يمت للتربية ولا التعليم بصلة حيث خرج هؤلاء السفهاء عديمي التربية خارج سور المدرسة واخذوا يحصبون معلمات يعملن في المراقبة وبعد ان انتهت الجلسة وخروج الطلاب من الفصول بدا الهجوم علي المعلمات ورميهم بالحجارة من جميع ما دفع بهن الدخول الي المكاتب واحكام اغلاقها والاحتماء بها حتى لا يتعرضن لاي اصابة في الاثناء حاولت قوة الشرطة الموجودة بالموقع صد المهاجمين ولكن حجم القوة لم يكن مناسبا للتصدي لهم الامر الذي استدعي حضور قوة فض الشغب وبالفعل حضرت القوة في وقت وجيز وسيطرت علي الوضع بالمدرسة بينما تفرق المعتدين وفروا هاربين الي داخل الاحياء المجاورة وتم القاء القبض علي بعض من شاركوا في معركة خاسرة تمثل قمة السقوط الاخلاقي والادبي والاكاديمي في حادثة لا تشبه اعراف المجتمع السوداني خاصة وان المعتدين استهدفوا نساء وليس رجالا غض النظر عن الوظيفة التي يمارسنها وهي مهنة التعليم والتي تعتبر من أكثر المهن تأثيرا وسموا في المجتمع، لقد نسي هؤلاء فاقدي الادب منزوعي التربية ان للمعلم الفضل الأكبر في تهم ، فهو من يعلمهم من البداية كيفية حمل القلم والقراءة، إلى أن يصل بهم إلى درجة الطبيب والمهندس والعالم، كما أنه يسهم في انتشار العلم في المجتمع، فالعلم الذي يقدمه المعلم يعلي شأنه ويعود بالنفع عليه وعلى الأمة، والمعلم هو من يعلم التاريخ للمجتمع الذي يجهله، ويحمل على عاتقه هم العلم وإيصاله إلى الطلاب على أكمل وجه، العلم الذي يعلمه لطلابه يكون جاريا حتى بعد وفاته. ولا بد من الاعتراف بفضل المعلم ودوره الكبير في كل جوانب الحياة، فهو الذي يربي الأجيال ويصنع الرجال الذين يحملون هم الأمة ولذلك فان حادثة مدرسة النفيدي بالشقلة وجدت استنكارا واسعا من اولياء الامور قبل الجهات الرسمية وحتى يكون هؤلاء عظة لغيرهم يجب ان تتم معاقبتهم بحجم الجرم الذي ارتكبوه مع اعتذار مشهود من قبل اولياء امورهم علي المعلمين الذين تعرضوا للاذي الجسدي والمعنوي

Comments (0)
Add Comment