الطوارئ- قطع النت واغلاق ( الكباري) !!! ادوات لاستمرار القوة المميتة !!!

جمال الصديق الامام

الطوارئ – قطع النت واغلاق ( الكباري) !!!
ادوات لاستمرار القوة المميتة !!!
———————-
من المعلوم فقهاً وعقلًا ان القوانين تشرع لمصلحة وحماية المواطنين ، وحفظ امنهم وسلامتهم انطلاقًا من حفظ ضرورياتهم الخمس .
ومن القوانيين التي تمثل كارثة للمجتمعات المدنية ما يسمى قانون الطوارئ ، فهذا القانون سلاح ذو حدين تستخدمه دائما الحكومات الديكتاتورية لضرب تطلعات المدنيين وتحركهم نحو نيل حقوقهم وحرياتهم وذلك عبر سعيهم  لاقامة الحكومات المدنية .
وحيث ان هناك اسباب وظروف قد تجعل من تطبيق القانون ضرورة ملجئة ترجوها مصلحة الدولة العليا في اوضاع استثنائية قاهرة فقد تواضعت الشعوب على عدم تمرير تطبيق هذا القانون الا بعد فرض ضمانات كبيرة وعبر مراحل معقدة حتى يصل الى مرحلة التصديق على تطبيقه ، عبر القنوات المتمثلة في البرلمانات التشريعية والرقابة على ذلك من المحاكم الدستورية ، حتى لا يكون القانون مطية لتحقيق اشواق شخصية .
في سودان عهد البرهان و ( حميدتي كمان) اصبح هذا القانون اداة لقهر الثوار حيث يتم اعلانه بلا اي مسوغ ضروري مستثمرين مرحلة الفراغ الدستوري الذي اصاب البلد منذ العام 2019م بعد ان عجزت حكومة الفترة الانتقالية من ترتيب اوضاعها في كافة المحاور التنفيذي منها والتشريعي والقضائي بما نصت عليه الوثيقة الدستورية ( على علاتها ) .
ليجد البرهان السانحة لتنفيذ ما كان يستبطنه في عقله الباطن مستشرفا تلك الرؤيا المنامية لابيه والتي اعتقد فيها بحكم اعتقاده بصلاح ابيه الذي لا تأتيه ادغاث الاحلام وان ( نام شبعان) كما يقول اهلنا الطيبون حين يقصص عليهم احدهم رؤياه المنامية الشاطحة .
عموما انقلب الرجل على الشرعية الثورية في ليلة الخامس والعشرون من شهر اكتوبر ، ومزق الوثيقة الدستورية وقيد حرية رئيس حكومة الفترة الانتقالية ما قبل الخامس والعشرون ، واعلن الطواري بالبلاد .
وبموجب هذا القانون اصبحت البلد في حالة انسداد عام .
تنوم وتصحى على (تم اغلاق الكباري وقطع الانترنت ).
اغلاق الكباري يعني ان المؤسسات الحكومية والخدمية تصبح في وضع ( الواقف) ، وقطاع عريض من اصحاب الاعمال الخاصة لن يذهبوا الى تأدية اعمالهم ، وهذا يعني ان هناك قطاع عريض من الناس سيحرمون من الخدمات بسبب قانون الطوارئ !!
قطع الانترنت يعني ان كل المؤسسات الحكومية وشركات القطاع الخاص وقطاعات الخدمات المصرفية خارج الخدمة .
وهذا يعني ان الحركة المالية والخدمات المرتبطة بالمجال التقني اصبحت مشلولة بالكامل وهذا بدوره يقود الى الشلل التام في الدولة بسبب قانون الطوارئ !!
اذن قانون الطوارئ اصبح غير ذي جدوى وصار ضرره اكبر من نفعه ( ان وجد )
الان يصح القول بان تطبيق قانون الطوارئ ادى الى الاضرار بالضروريات الخمسة التي قال الدين بحفظها .
بالتالي يصبح الاستمرار في تطبيق هذا القانون بكل هذه السواءات مقصود به تهيئة المناخ ليد البرهان و ( حميدتي كمان) الباطشة وجنودهما لضرب خصمهم الاوحد وهو شعب السودان العظيم ، بقية ارهابه حتى يتسنى للبرهان تحقيق رؤيا والده التي لم تكن ادغاث احلام في اعتقاده الراسخ بصلاح ابيه  !!
وما بين رؤيا والد البرهان واستمرار  الطوارئ بقطع النت واغلاق الكباري
تزهق ارواح الثوار في وضح النهار ،،
وتظل عظمة الثورة تحوم حول حمى القصر الجمهوري ولا يخشى ثوارها من ان تنالهم طلقات قناصة النظام .
وفي ايديهم هتاف وقلم رصاص ليهتفوا بالحرية
والسلام
والعدالة
وليرسموا لوحة :
سودان ما بعد العسكر

اترك تعليقا