هل يسهم لقاء البرهان وحميدتي في وقف الحرب في السودان؟

 

أرسلت منظمة “إيغاد” دعوات رسمية إلى قائد الجيش السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، خطابات رسمية من أجل عقد لقاء مباشر بينهما في مسعي منها لوقف الحرب الدموية في السودان.

 

وحددت المنظمة مقرها الرئيسي في جيبوتي مكانا للاجتماع والمقرر له هذا الخميس، لكن حتى الآن لم تصدر تعليقات رسمية من طرفي النزاع بالموافقة على اللقاء في الزمان والمكان المحددين.

 

لكن المؤكد هو أن البرهان وافق على لقاء حميدتي من حيث المبدأ وأرسل خطابا للإيغاد عبر وزارة الخارجية يفيد بذلك.

 

كما أن حميدتي أبدي موافقة على لقاء البرهان في أي زمان أو مكان بشرط أن يأتي البرهان كقائد للجيش وليس رئيسا لمجلس السيادة.

 

وقد توالت خلال الأيام القليلة أخبار وتقارير تؤشر إلى لقاء محتمل بين البرهان ودقلو، كان أولها تأكيدات البرهان نفسه خلال لقاءه العاصف بالضباط والجنود في مدينة بورتسودان الخميس الماضي على نيته الذهاب للتفاوض بنفسه.

 

وأضاف في مقطع مصور: “سوف تحدث مفاوضات في القريب العاجل، وقد قبلت المشاركة في هذه المفاوضات. ولن أوقع اتفاقا فيه مذلة ومهانة للقوات المسلحة والشعب السوداني”.

 

ومن المتوقع أن تبحث المفاوضات سبل وقف دائم لإطلاق النار في كل أنحاء البلاد، يُمهد للبدء في عملية سياسية بمشاركة القوى السياسية والمدنية.

 

كانت الخارجية السودانية قد أعربت عن رفضها لمخرجات قمة إيغاد التي عقدت في جيبوتي مطلع الشهر الجاري، بسبب مزاعم متعلقة بعدم مشاورتها في البيان الختامي للقمة غير العادية لرؤساء وقادة دول إيغاد والتي أعلنت فيها عن ترتيبات لعقد لقاء مباشر بين قائد الجيش السوداني وقائد قوات الدعم السريع في مسعى منها لوقف الحرب الدموية في السودان.

 

في هذه الأثناء تصاعدت حدة العمليات العسكرية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في عدة مناطق في البلاد، بعد أيام على سيطرة قوات الدعم السريع على ولاية الجزيرة حيث جرت اشتباكات عنيفة عند مداخل مدينة سنار، إحدى أكبر المدن في ولاية سنار التي تقع جنوب ولاية الجزيرة.

 

وفي الخرطوم، اتهم الجيش قوات الدعم السريع بتدمير أكبر مصفاة لتكرير البترول في البلاد. وأصدر الجيش بيانا جاء فيه إنه “استمرارا لنهجها في تدمير مقدرات البلاد، استهدفت مليشيا آل دقلو الإرهابية للمرة الثانية خلال هذا الشهر مصفاة الجيلي، حيث أقدمت على تدمير ما تبقي من المصفاة والمستودعات الملحقة بها”.

 

وردت قوات الدعم السريع ببيان اتهمت فيه الجيش بقصف المصفاة قائلة: “استمرارا لنهجها التدميري، قصفت مليشيا البرهان الإرهابية للمرة الخامسة مصفاة الجيلي للبترول، مما تسبب في دمار ما تبقى من المصفاة”.

 

وإضافة إلى المعاناة الإسانية التي حلت بالسودانيين تعرضت العديد من المنشآت الحيوية في البلاد، بما فيها الجسور ومحطات المياه والكهرباء والمقار الحكومية للتخريب والتدمير بسبب الحرب المستمرة.

 

من جانبه دعا رئيس الهيئة القيادية لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية ‏ورئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك، كلا من البرهان ودقلو ، إلى اجتماع عاجل مع كل منهما لبحث السبل الكفيلة لوقف الحرب عبر الحل السياسي التفاوضي.

 

وبعث حمدوك برسالتين خطيتين إلى البرهان ودقلو يوم الاثنين 25 ديسمبر / كانون الأول يطلب فيهما اللقاء نيابة عن تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية.

 

وأشار حمدوك إلى أن “الحرب قتلت وشردت أبناء الوطن ودمرت البنى التحتية ومزقت اللُّحمة الوطنية وتسببت في كارثة إنسانية غير مسبوقة، وأن استمرارها يهدد بقاء السودان”، على حد قوله.

 

وأشارت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية ‏إلى أن الخطابين إلى قائد الجيش وقائد قوات الدعم السريع يأتيان في إطار جهودها من أجل وقف القتال وحماية المدنيين وإنهاء المعاناة الإنسانية التي يكابدها الشعب السوداني جراء حرب 15 إبريل/نيسان الماضي.

اترك تعليقا