عودة جهاز المخابرات السوداني للواجهة

لجهاز المخابرات أدوار كبيرة لم يتطرق لها الاعلام وتعامل معها بحذر متناسيا بان أدوار الجهاز بعد التغيير أصبحت مجتمعية وملموسه

 

تعافى جهاز المخابرات العامة بعد ثورة ديسمبر المجيدة وانتقل الى ادواره الحقيقية ويرى مراقبون بان الجهاز اصبح في الطريق الصحيح وسيكون له دور كبير جدا في عدد من الملفات الإقليمية خاصة مكافحة الإرهاب،

 

فالورشة التي ضمت أجهزة الأمن والمخابرات الأفريقية (السيسا) التي انعقدت بالخرطوم في الفترة من 8 – 9 أغسطس العام الماضي بمشاركة وفود تمثل أجهزة الأمن والاستخبارات الإفريقية وممثلي مخابرات دول عربية وآسيوية وأوربية كـ”أول حدث معلن” ينظمه ويتبناه جهاز المخابرات العامة منذ سقوط الإنقاذ في العام 2019.

 

وتحمل الخطوة في مجملها مؤشرات باستعادة جهاز المخابرات العامة وضعيته التي كان عليها قبل الثورة الشعبية وعودته بقوة للميدان ليس على المستوى المحلي فحسب بل حتى بالجوار الإفريقي وبلدان القارة.

 

 

فبعد الحملات المكثفة التي ضغطت في اتجاه حل جهاز الأمن والمخابرات الوطني الذي تحول فيما بعد إلي جهاز المخابرات العامة ثم الدعوة لتقليص صلاحياته وسحب بعض سلطاته وتحويله إلي منصة لجمع المعلومات ثم حل هيئة العمليات “جيش الأمن” وحصر دور المخابرات العامة في حدود ضيقة وفقاً لما حددته الوثيقة الدستورية تراجع جهاز المخابرات العامة للصفوف الخلفية بعد إن كانت قبضته حديدية طيلة الثلاثين عاماً الماضية من عمر الإنقاذ.

 

اليوم تظهر المخابرات العامة السودانية بفعالية تضعها في شراكات وتحالفات أجهزة الأمن والمخابرات الأفريقية من جديد – بعد انقطاع لقرابة الـ 3 سنوات – وكانت الخرطوم هي الملتقي والنقطة الإقليمية لأجهزة الأمن والمخابرات الأفريقية.

 

 

وتتمحور قوة وأهمية ورشة (السيسا) من الشعار الذي تبنته مبادرة الخرطوم، وهو (الإرهاب) باعتباره الورقة الرابحة والتي ظل يمسك بها جهاز المخابرات العامة ردحاً من الزمان وذلك لعدة اعتبارات وأسباب من بينها أن السودان كان لوقت قريب مصنف كدولة راعية للإرهاب وتم وضعها – في سجلات الخارجية الأمريكية – منذ العام 1993 في القائمة السوداء لكونها “دولة مقر” للإرهاب و ” معبر” للإرهابيين علي حدٍ سواء هذا فضلاً عن كونها ملاذاً آمنًا للإرهابيين الدوليين عالييْ الخطورة وواحدة من حواضن الجهاديين والجماعات الراديكالية حول العالم.

 

وامن الأعضاء بقدرة جهاز المخابرات العامة السودانية علي الإمساك بملف التطرف الديني والإرهاب في وقت تصاعدت فيه حدته في شرق ووسط وغرب القارة الإفريقية وتزايد نشاط حركة شباب المجاهدين التي توغلت حتى الداخل الإثيوبي وتمدد جماعة بوكو حرام النيجيرية لتدق بعنف أبواب بحيرة تشاد فالنيجر، هذا بالإضافة إلي تسارع العمليات الإرهابية التي تشنها جماعة نصرة الإسلام والمسلمين في كل من مالي وبوركينافاسو والنيجر والقاعدة بلاد المغرب الإسلامي وهجمات داعش شرقي الكنغو وسيطرة الجماعات المتطرفة علي أجزاء واسعة في موزمبيق.

 

وللجهاز أدوار كبيرة لم يتطرق لها الاعلام وتعامل معها بحذر متناسيا بان أدوار الجهاز بعد التغيير أصبحت مجتمعية وملموسه لدى الجميع سنفرد لها مساحات أوسع .

اترك تعليقا