عثمان ميرغني يكتب حوار السفير الأمريكي.. مرة أخرى

حوار السفير الأمريكي.. مرة أخرى

قبل عدة سنوات في مفتتح العام 2020 أجريت حواراً تلفزيونياً مع الدكتور عبد الله حمدوك رئيس الوزراء الانتقالي، أثار ضجة كبرى و تسَيّد الأثير والأسافير.. ورغم مرور حوالى ثلاث سنوات من ذلك الحوار لايزال الكثيرون يذكرون حتى الأسئلة والإجابات التي تفضل بها.. صحيح إنقسم البعض بين مادح وقادح لكن المحك في أي عمل إعلامي هو التأثير، فالدكتور حمدوك أجرى عشرات الحوارات التلفزيونية والصحفية ولا يكاد أحد يذكرها فضلاً عن تذكر محتواها.. ولا من وسيط إعلامي إلا وأجرى حواراً مع حمدوك لكنها كلها اختفت من الذاكرة وتلاشت ربما من يومها الأول.

و تكرر الأمر ذاته في حواري الصحفي مع السفير الأمريكي جون قودفري الذي أتى للخرطوم بعد قطيعة لربع قرن، إذ سرى الحوار في الأثير الفضائي بسرعة وفي وسائط التواصل وصعد إلى قمة المتابعة والاهتمام على المستويات الرسمية والشعبية.. وكالعادة ينقسم الرأي بين مادح وقادح حسب الموقع الذي ينظر منه صاحب الرأي..

الذين هم في الجانب الرسمي الحكومي يريدون من السفير تأكيد أن(صفحة قد طويت في العلاقات مع أمريكا).. وإلا فالحوار يقذف في شرف السيادة السودانية!!
والذين هم في المعارضة يريدون أن يسمعوا حديثاً مباشراً عن موعد “سقوط الحكومة” ..
الحكومة رد فعلها الغاضب بلغ درجة استدعاء السفير.. وتفسير الغضب واضح، فالتصريحات الرسمية ذكرت أن زيارة رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان الى نيويورك تعني (أن صفحة في العلاقات مع أمريكا قد طويت) وتجعل منها فتحاً عظيماً.. والسفير نفى ذلك في متن الحوار الصحفي.
ثم الفقرة التي أشار فيها السفير إلى أن إعادة فتح موضوع المنشأة البحرية الروسية في شواطيء السودان (يضر بمصالح السودان).. وهي عبارة أكثر من عادية لا تحمل أي تهديد كما يحاول البعض تفسيرها فهي سياسة أمريكية معلنة لا تحتاج حتى لتأكيدها إلا أن الرد السريع الذي جاء من السفارة الروسية رفع درجة المتابعة والصدى هنا..

في كل الأحوال نال الحوار الصدى الذي يحدد نجاحه… وبالتأكيد لسنوات ستظل ذاكرة الرأي العام تتذكر تفاصيله .. وهذا بالتحديد مربط الفرس في تقييم أية مادة صحفية و إعلامية..
كان واحداً من أنجح الحوارت الصحفية التي أجريتها.

اترك تعليقا