مستديرة مبادرة (الجد)…فرص النجاح

لأجل الخروج بالبلاد إلى بر الأمان وجدت مبادرة الطيب الجد ترحيبًا ومباركة من رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان وعدد من الأحزاب وبعض من مشايخ الطرق الصوفية ورجال الإدارات الأهلية،لتعقد على ضوء ذلك لقاءات أفضت إلى الدعوة لجلوس الجميع دون إقصاء  بدائرة مستديرة منتصف أغسطس وسط ترحيب من البعض واستباق من آخرين لفشل المائدة..

مائدة دون إقصاء

الشيخ الخليفة الطيب الجد ودبدر رئيس مبادرة نداء أهل السودان للوفاق الوطني، دعا السفراء وممثلي البعثات الدبلوماسية بالسودان لدعم المبادرة.

وخلال لقاء تنويري بمقر إقامته في أم ضواً بان، قدم الطيب الجد الدعوة للسفراء لحضور مؤتمر المائدة المستديرة يومي 13 – 14 اغسطس الجاري.

فيما أكد الرئيس التنفيذي للمبادرة د. هاشم الطيب قريب الله انهم ليسوا طرفًا في الصراع السياسي وقال إن المائدة المستديرة سيشارك فيها الجميع دون إقصاء.

مسؤولية الأحزاب

المبادرة التي تشترط عدم الإقصاء وجدت ترحيبًا وحضورًا من بعض الأحزاب فيما أبدت أخرى عدم اعترفها بالمبادرة وأن عدم دعمها ليس لمشاركة قوى لايرغبون بالجلوس معها بل لأن القوى السياسية تختلف في نظامها ودستورها عن الطرق الصوفية، الأمر الذي يذهب إليه ويثني عليه القيادي البارز بحزب المؤتمر الشعبي كمال عمر،مؤكدًا أن حزبهم ليس جزءًا من المبادرة لجهة أن لديهم موقفًا سياسيًا مختلفًا.

و أوضح عمر في حديثه لـ(السوداني) إنهم كحزب سياسي لديهم مواقف في الساحة السياسية وعلاقات مع القوى السياسية ويتجهون نحو توحيد القوى السياسية على صعيد وطني قومي .

وأشار عمر إلى أن الحزب السياسي يختلف عن الطريقة الصوفية التي لاتتحمل المسؤولية السياسية ولكن مجرد مبادر، وتابع: نحن كحزب سياسي لدينا تراكم تجربة وفكر سياسي ضد الانقلاب ونعمل مع القوى الشبيهة بمواقفها بموقف الشعبي.

وقطع عمر بأن عمل التوافق تقوم به الأحزاب لأن لديها مسؤولية سياسية ودستورية.

حوار توسيع المشاركة

عضو المبادرة ورئيس حزب دولة العدالة والقانون محمد علي الجزولي قال إن المائدة بمنزلة مؤتمر الحوار السوداني السوداني ، مشيرًا إلى تقديم الدعوة لكافة القوى السياسية بما فيها الحرية والتغيير المجلس المركزي والميثاق الوطني إضافة للكيانات الشبابية والنسوية لتوسيع دائرة الحوار .

المبادرة ولدت ميتة

ناشطون ومراقبون يرون أن المبادرة ولدت ميتة بسبب تحفظ الحرية والتغيير المجلس المركزي عليها إلى جانب قوى ثورية تمثل الشارع ،في وقت يبدي به مهتمون تفاؤلهم بنجاح المبادرة لجهة أنها حظيت بقبول وترحيب من قوى سياسية وأوساط اجتماعية ليست بالقليل فضلًا عن قيادات ومسؤولين حكوميين إلى جانب زيارة دبلوماسيين ومندوبين ووسطاء.

المحلل السياسي د. وائل ود أبوك لم يخفِ تشاؤمه من نجاح المائدة قائلًا: لن تنجح المائدة المستديرة لأن القوى التي تمثل الشارع ترفضها ولا تؤمن بدور الطرق الصوفية في العملية السياسية ، وأنه في الأصل المبادرة من الانقلابيين للتحاور مع الانقلابيين.

وأوضح ود أبوك من خلال حديثه لـ(السوداني) أن مبادرة الجد غير معترف بها محليًا ولا دوليًا بدليل أن المبادرة التي تقوم بها الحرية والتغيير بقاعة الصداقة موجود بها دول الترويكا الأمر الذي يعني أن المجتمع الدولي يعترف بهم ولا يعترف بمبادرة الجد.

وأردف: اللجوء إلى الطرق الصوفية والإدارات الأهلية نهج العسكريين منذ اندلاع الثورة، فحميدتي حاول مرارًا عبر الإدارات الأهلية التى هي مجرد رمزية و ولى عهدها مبكرًا بعد انتشار التعليم، منوهًا إلى أن العسكريين لايدركون أن 80% من الشباب في الشارع يمثلون غالبية سكان السودان،وان الطيب الجد ومن معه فقد عفى عليهم  الزمن ولايستطيعون أن يقرروا مصير السودان.

واضاف: لن تنضم قوى سياسية للمبادرة إلا التي كانت مستفيدة من نظام الإنقاذ  أمثال حزب الأمة الإصلاح بقيادة مبارك الفاضل والاتحادي الأصل وغيرهاأي الأحزاب المرفوضة مسبقًا من الشارع.

وتابع: المبادرة ولدت ميتة لأنها لم تخاطب جذور الأزمة الحالية ولم تخاطب العدالة الانتقالية ولا قصاص الشهداء وأستطيع أن أقول إن المبادرة الآن ماهي الا اجتماع علاقات عامة.

والشهر الماضي وقعت مجموعة من القوى السياسية والاجتماعية والدينية على وثيقة المبادرة بمقر خلافة الشيخ الطيب الجد بأم ضوًا بان.

وتقترح مبادرة الشيخ الطيب الجد أحد عشر بندًا من بينها إيقاف خطاب الكراهية والعزل والأفكار العدائية التي تهدد السلم المجتمعي ومحاصرته، وإجراء حوار جامع مانع يؤسس لتحقيق وفاق وطني لكل أهل السودان ولا يستثني أحدًا، والتأكيد على قيام وإجراء الانتخابات خلال ثمانية عشر شهرًا وتفويض المجلس السيادي بتشكيل حكومة كفاءات وطنية مستقلة لتسيير ما تبقى من الفترة الانتقالية إلى جانب رفض المبادرة لكافة أشكال التدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية والالتزام بسيادة السودان واستقلاله .

وحددت المبادرة عددًا من المحاور الأساسية من بينها المحور السياسي لمناقشة قضايا الانتخابات ، والنظام السياسي والشكل الإطاري المؤسس للدستور وشكل الحكم إلى جانب محورين لإجراءات بناء الثقة والقضايا الاقتصادية والمعيشية.

وكان رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان ،قد أعلن ترحيبه بمبادرة نداء أهل السودان للوفاق والتراضي الوطني.

إلى ذلك قال عضو المبادرة رئيس حزب الأمة مبارك الفاضل المهدي خلال المؤتمر الصحفي الذي عُقد قبيل ايام ، إن الحوار بشأن هذه المبادرة قد بدأ بقاعة الصداقة الآن وأشار إلى حوار واتصالات جارية بالتزامن مع انعقاد المؤتمر الصحفي بين ممثلي المبادرة والقطاعات.

وأوضح مبارك الفاضل أن تحديد يوم 15 أغسطس الجاري سيكون لختام المبادرة بانعقاد ” المائدة المستديرة” وليس البداية.

وأكد المهدي أن المبادئ التي تضمنتها المبادرة متفق عليها .

وأضاف:” الخليفة الطيب الجد قدم رؤية لجمع الشمل على الحد الأدنى الذي يقود لإدارة البلاد والانتخابات.       ”..

اترك تعليقا