البعثة الأممية و(العسكر) و(الإسلاميون) .. الصراع الملتهب

البعثة الأممية) و(العسكر) و(الإسلاميون) ..  الصراع الملتهب

تقرير: رندا عبدالله

عقب لقاء صحفي عقده مع كتاب وصحافيين حول الحوار الذي تيسره الآلية الثلاثية ومجهودات البعثة لحل الأزمة السودانية .. نقلت وسائل الإعلام عن فولكر بيرتس رئيس بعثة ” يونتامس” قوله ان الذين يقودون الحملة ضد البعثة نعرفهم ونعرف مصدرهم كاشفا بانه على تواصل مع جميع الأطراف بما في ذلك العسكريون.. وفي الأثناء يقود الاسلاميون ومنسوبو النظام البائد معركة أخرى مع رئيس البعثة الأممية وصلت حد المطالبة برحيل البعثة كلها.
هذه الأحداث التي تصدرت المشهد السياسي مؤخراً وحملت بين طياتها نذر خلاف في وجهات النظر بين المكون العسكري وفولكر والإسلاميين، حملتنا لاستنطاق عددا من المحللين السياسيين عن حالة الشد والجذب الممتدة بين المكون العسكري والبعثة الأممية منذ قرار تكوينها في صيف العام قبل الماضي.

(1)

وفي هذا الشأن يؤكد المحلل السياسي الرشيد محمد ابراهيم  لـ “الإنتباهة” ان مواقف التيار الإسلامي والحزب الشيوعي ترفض أجندة البعثة ووساطتها مذكرا بالمظاهرات التي نظمها التيار الاسلامي قبل فترة بشارع الستين رفضا للتدخل الأممي كما ان الحزب الشيوعي شكك مؤخرا خلال بيان في جهود البعثة وانها تعمل على تمكين الإفلات من العقاب، وتوقع الرشيد ان يظل الخلاف حول البعثة مستمرا في المشهد السياسي باعتبار أن البعثة مختلف عليها منذ ميلادها .
والحال كذلك فان فولكر يشير إلى بعض المواقف وليس جهات بعينها بحسب المحلل السياسي عبدالله آدم خاطر لـ “الإنتباهة” الذي يرى ان بعض المجموعات على سبيل المثال ترفض الشراكة والتفاوض في حين ترفع البعثة شعار التفاوض بين الأطراف وفي ذات الوقت ترى ان الحدث السياسي الذي وقع في اكتوبر (2021) م انقلاب في الوقت الذي يعتقد المكون العسكري انه حالة تصحيحية في موقفين متناقضين ايضا ولذلك فان الحديث موجه لهذه المواقف.

(2)

ويعبر التيار الرافض للبعثة الأممية في ظاهره عن أنصار الجيش ولكن ربما يتخفى في باطنه النظام البائد و نظم الآلاف من مؤيدي الجيش او الذين ينتمون للنظام البائد قبل أشهر مظاهرة أمام مقر بعثة الأمم المتحدة بالخرطوم، ونددوا حينها بما يصفونه بـ”التدخلات الأجنبية” وهتفوا معبرين عن دعمهم للفريق أول عبد الفتاح البرهان، بعد أن أطلقت البعثة الأممية مبادرة للحوار من أجل العودة للفترة الانتقالية.
ولكن بالنسبة لخاطر فإن السودان كله ضد الإسلاميين بعد الثورة باعتبارهم من عطلوا مسيرة البلاد لثلاثين سنة ولأن البعثة الأممية تبحث بطبيعة الحال عن الوضع الذي يمكنهم المضي نحو المستقبل فان اتفاقهم كسودانيين على مشاركة الإسلاميين في العملية الديمقراطية يعتبر ايضا انجازا جيدا بالنسبة له ولكن يحدد ذلك السودانيون والسودانيون تجاه المؤتمر الوطني الذي تم عزله وإدانته وتجميد أعماله وظل قادته تحت المحاكمة بالقانون السوداني.

(3)

وحالة الصراع بين المكون العسكري والبعثة لم تتوقف على تحفظات الأول عليها منذ البداية وانما هدد البرهان في وقت سابق بطرد البعثة واتهمها بالتدخل في الشأن السوداني على خلفية تقرير قدمه رئيسها أمام مجلس الأمن الدولي مرورا بتصريحات وزير الخارجية المكلف علي الصادق امس الأول الذي عبر عن عدم رضائه عن البعثة بدليل تقديم مصفوفي لإصلاح مسارها بحسب قوله مؤكدا ان هناك تقصيرا واضحا في الالتزام بمهامها
لكن ” خاطر” أشار الى تأكيد الوزير المكلف في ذات المؤتمر الصحفي عدم وجود أي اتجاه لطرد البعثة الأممية لانها جاءت بناء على قرار من الأمم المتحدة وليس لديهم نية في هذا الاتجاه ورأى ” خاطر” ان هذا يعني ان حكومة السودان بوضعها الراهن خاضعة للإرادة الدولية بكل تفاصيلها ومن ضمنها خضوعها للبعثة الأممية.

(4)

في مقابل ذلك يرى عضو حركة حق مجدس عبدالقيوم خلال حديثه لـ”الإنتباهة” ان الحملة ليس فيها من طرف ثالث انما هو تحالف العسكر و فصائل الثورة المضادة بمختلف فصائلها وربما أطراف إقليمية أسهمت في إفشال الانتقال ولا تريد للبعثة الأممية النجاح في إنفاذ مهامها التي جاءت في أمر تكاليفها. لان ذلك ضد مصالحها والتي بسببها عملت على إرباك العملية الانتقالية وتابع: لقد بذلت هذه المكونات مجتمعة جهدا كبيرا في اإفشال اتفاق ٢١ نوفمبر وربما أطراف في بعثة الاتحاد الافريقي كذلك بغية مصالح تتصل بالمستقبل السياسي لبعض أعضاء بعثة الاتحاد الافريقي مع ان التجربة السابقة لهذه البعثة أسهمت بقدر كبير في إفشال الانتقال الديمقراطي، وأكمل: جملة القول ليس من ثمة طرف ثالث بل تحالف أطراف.

اترك تعليقا